{فَئَامَنَ لَهُ} لإبراهيم عليه السلام {لُوطٌ} هو ابن أخي إبراهيم وهو أول من آمن له حين رأى النار لم تحرقه {وَقَالَ} إبراهيم {إِنّى مُهَاجِرٌ} من كوثى وهي من سواد الكوفة إلى حران ثم منها إلى فلسطين وهي من برية الشام، ومن ثم قالوا: لكل نبي هجرة ولإبراهيم هجرتان. وكان معه في هجرته لوط وسارة وقد تزوجها إبراهيم {إلى رَبّى} إلى حيث أمرني ربي بالهجرة إليه {إِنَّهُ هُوَ العزيز} الذي يمنعني من أعدائي {الحكيم} الذي لا يأمرني إلا بما هو خير {وَوَهَبْنَا لَهُ إسحاق} ولداً {وَيَعْقُوبَ} ولد ولد ولم يذكر إسماعيل لشهرته {وَجَعَلْنَا فِى ذُرّيَّتِهِ النبوة} أي في ذرية إبراهيم فإنه شجرة الأنبياء {والكتاب} والمراد به الجنس يعني التوراة والإنجيل والزبور والفرقان {وَءاتَيْنَاهُ} أي إبراهيم {أَجْرُهُ} الثناء الحسن والصلاة عليه إلى آخر الدهر ومحبة أهل الملل له، أو هو بقاء ضيافته عند قبره وليس ذلك لغيره {فِى الدنيا} فيه دليل على أنه تعالى قد يعطي الأجر في الدنيا {وَإِنَّهُ فِى الآخرة لَمِنَ الصالحين} أي من أهل الجنة: عن الحسن {وَلُوطاً} أي واذكر لوطاً {إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الفاحشة} الفعلة البالغة في القبح وهي اللواطة {مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مّن العالمين} جملة مستأنفة مقررة لفحاشة تلك الفعلة كأن قائلاً قال: لم كانت فاحشة؟ فقيل: لأن أحداً قبلهم لم يقدم عليها، قالوا: لم ينزل ذكر على ذكر قبل قوم لوط.